كيف يمكن لطالب يعاني من الإعاقة البصرية المشاركة في معرض العلوم؟
تُعقد معارض العلوم بشكل تقليدي في فصل الربيع في العديد من المدارس. يبدأ اختيار الموضوعات وتنفيذ التجارب بمجرد بدء العام الدراسي. تخيل أن لديك في الفصل الدراسي طالبًا ذا إعاقة بصرية. كيف يمكن لهذا الطالب أن يشارك في المعرض؟ وما نوعية المشروعات التي يستطيع الطالب تجربتها؟ في الواقع، يعتبر معرض العلوم الفرصة العملية المثالية التي قد تسنح للطالب ذي الإعاقة البصرية للمشاركة في العلوم! ومع بعض التعديلات، يقدم تنفيذ المشروع وعرضه نفس التحديات والمكافآت التي يقدمها لأي طالب آخر.
يستفيد كل طالب من فرصة طرح سؤال علمي وإيجاد الإجابة لذلك السؤال! المهارات المتضمنة عبر كل مجال من مجالات المنهج هي: القيام بالأبحاث وتصميم التجارب وجمع البيانات وإنشاء الرسوم البيانية وكتابة التقارير وإنشاء عرض بصري وإعطاء تقرير شفهي. طرح طلابنا عبر السنوات الخمس الماضية أسئلة مثل “ما العظام التي نستخدمها أثناء قذف كرة بيسبول؟”، “هل يؤدي تناول عبوة من الدايت كولا إلى زيادة معدل ضربات القلب؟”، “ما الذي يسبب اهتزاز أنابيب أحد الأعضاء؟”. هذه الأسئلة وغيرها، هي أسئلة يمكن لأي طالب طرحها والبحث عن إجاباتها.
الاحتفاظ بسجلات أو مفكرات
يحتفظ المشاركون في معرض العلوم بسجلات أو مفكرات. غالبًا ما يكون المطلوب هو ورقة لها طابع وتصميم المفكرة والتي تستخدم لجمع البيانات. وقد تكون تلك إحدى الطرق بالنسبة لطالب يعاني من ضعف البصر. وإذا سُمح بذلك، يمكن للطالب الذي لا يستخدم المواد المطبوعة، الاحتفاظ بكافة المعلومات الخاصة به في ملف ما على الكمبيوتر أو مفكرة تكتب بطريقة برايل. ولكن في حالة استخدام المواد المطبوعة، يجب أن يقوم المعلم بالاطلاع والتوقيع على السجلات اليومية، ثم بعد ذلك تتم طباعة المعلومات على أساس يومي والاطلاع عليها ثم الاحتفاظ بها في مفكرة. يمكن استخدام بديل آخر، وهو السماح للطالب باستخدام آلة كاتبة بطريقة برايل لتدوين الملاحظات. بالنسبة لمستخدم طريقة برايل، يعتبر هذا الحل مكافئًا لاستخدام الورق والقلم الرصاص للتسجيل.
إجراء بحث حول الموضوع
الخطوة الأولى في إنشاء مشروع لمعرض العلوم هي إجراء بحث حول الموضوع. معظم الطلاب ماهرون في البحث عبر الإنترنت. يمكن للطالب ذي الإعاقة البصرية استخدام برنامج لقراءة الشاشة مثل JAWS، أو يمكن للطالب ضعيف البصر استخدام برنامج لتكبير الصور المطبوعة. إذا تطلب بحث الطالب استخدام الدوريات العلمية أو الكتب التي لا يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، يصبح عندها القارئ المتطوع أمرًا مفيدًا جدًا. يتم تحديد المشكلات عقب اختيار الموضوع وإجراء الأبحاث اللازمة عنه. يتم طرح المشكلة على هيئة سؤال. ويتم صياغة الفرضية على هيئة عبارة. وأفضل طريقة لتلخيص عمل أي مشروع هي تلخيصه في شكل عبارة لتحديد الغرض من المشروع مثل، “إن الغرض من هذا المشروع هو تصميم طائرة ورقية يمكنها الطيران لمسافة 50 قدمًا قبل هبوطها.”
تصميم التجربة
الخطوة التالية هي تصميم التجربة. خلال تلك الخطوة، يجب على الطالب ذي الإعاقة البصرية تحديد أي أجهزة يحتاج إلى تهيئتها وطلب المساعدة لتعديل الأجهزة بما يتناسب معه. على سبيل المثال، معظم البيانات الحديثة التي تعرض في الفصول الدراسية لمادة العلوم والمختبرات يتم جمعها باستخدام إحدى تقنيات جمع المعلومات، وهي المجسات. يتم توصيل المجسات إلى جهاز كمبيوتر محمول أو كمبيوتر مكتبي، وذلك لجمع قراءات درجة الحرارة والملوحة ودرجة الحموضة وأشكال أخرى عديدة من البيانات الكمية. ويمكن الوصول إلى تقنية جمع المعلومات هذه من خلال استخدام برنامج لقراءة الشاشة مثل JAWS.
إجراء التجربة
حان الوقت للقيام بالتجربة. وكباقي الطلاب، يستفيد الطلاب ذوي الإعاقات البصرية من ترتيب وتنظيم المواد والأجهزة. ويتم إنشاء المخططات والرسوم البيانية أثناء المرحلة التجريبية. يمكن للطالب ذي الإعاقة البصرية إنشاء مخطط أو رسم بياني باستخدام جهاز الكمبيوتر الخاص به، أو إنشاء مخططات ورسوم بيانية لمسية لتلك المعلومات. يدون الطلاب كلاً من ملاحظاته الكمية والنوعية. ومجددًا، تستطيع مجسات جمع البيانات المتصلة بجهاز الكمبيوتر إجراء العديد من الملاحظات الكمية، بما في ذلك، أشياء مثل تغييرات اللون والعكارة. ويستطيع أحد الشركاء المعاونة في الملاحظات التي تتطلب مستوى معين من الإبصار، وذلك بالنسبة للطلاب الذين لا يستطيعون الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر. ومع ذلك، يمكن لمعظم الطلاب جمع المعلومات المتعلقة بالصوت والرائحة. في الواقع، توجد أيضًا أجهزة كمبيوتر مخصصة لجمع المعلومات حول الصوت وطول الموجة والمسافة وتقريبًا أي بيانات يمكن أن تنتج أثناء التجربة. ويمكن جعل كل ذلك متوافقًا مع برنامج JAWS.
تحليل البيانات
بمجرد إنهاء التجربة ، يتم تحليل البيانات. حان الآن وقت كتابة التقرير وعرضه على لوحة العرض. تتوقف المهارة المتوقعة في كتابة هذا التقرير على المهارات الحالية لكل طالب. وحتى إذا كان الطالب لا يتمتع بالمستوى المطلوب من حاسة الإبصار، ما زال بإمكانه أن يشارك في كافة أوجه تحضير عرض بصري أو حتى عرض متعدد الحواس لمعرض العلوم. يجب أن تتضمن لوحة العرض عنوانًا جذابًا، بالإضافة إلى تفاصيل التجربة والصور والرسوم البيانية والمخططات. يمكن التقاط الصور أثناء إجراء التجربة بواسطة الطالب أو أحد المساعدين. وتتمثل إحدى طرق تعلم الطالب الذي يعاني من ضعف في الإبصار كيفية إعداد لوحة ثلاثية الثنيات في قيامه بثني قطعة ورق مقوى إلى ثلاثة أجزاء. يمكن للطالب أن يشير باستخدام العلامات أو المصلقات إلى الأماكن التي يجب فيها وضع العناصر المتنوعة على اللوحة الكبيرة. يمكن لمعظم الطلاب تثبيت هذه العناصر على اللوحة بمساعدة ضئيلة للغاية. تمثل النماذج التي يمكن التعامل معها إضافة جميلة لأي عرض للعلوم. على سبيل المثال، عظام الذراع المصنوعة من البلاستيك المتين يمكن أن تمثل جزءًا من المشروع المذكور آنفًا عن قذف كرة البيسبول.
أفكار ختامية
يمكن لكل طالب في ظل وجود التخطيط والتنظيم والتهيئة المشاركة في معرض العلوم. ويمكن في هذا المعرض تناول مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تعكس اهتمامات الطالب. يتيح العمل على المشروع فرصة للطلاب لاستخدام المهارات التي اكتسبوها، ليس فقط في مادة العلوم، ولكن أيضًا في الدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية والرياضيات وحتى الفنون! يتيح معرض العلوم أيضًا فرصًا للتعاون واستعراض مهارات الخطابة وإعداد الطلاب للالتزام بالمواعيد النهائية في الحياة الواقعية. وقد يفتح أيضًا معرض العلوم الباب لفرص عمل مستقبلية.